المواطن المصري خريستو‏!‏

خريستو تيودور مواطن مصري‏100%,‏ ولد وشب علي أرضها وتعلم بها واستثمر أمواله فيها‏,‏ ويحمل رقما قوميا وبطاقة خدمة عسكرية ويحق له طبقا للدستور والقانون أن يرشح نفسه في جميع الانتخابات التي تجري علي بر مصر من أولها إلي آخرها‏.
عدا انتخابات وحيدة قررت وزارة التضامن الاجتماعي حرمانه منها‏,‏ وهي انتخابات جمعية الصداقة المصرية ـ اليونانية‏,‏ برغم أنه‏,‏ ويا للعجب‏,‏ رئيس الجالية اليونانية في مصر‏!‏ وهي أكبر جالية أجنبية يعيش أبناؤها بيننا منذ زمن بعيد‏,‏ فسبب لهم هذا الحادث شعورا بالمرارة‏,‏ وخيبة الأمل مما دفع الصحف اليونانية للكتابة في هذا الأمر العجيب والمستغرب‏,‏ بل وذهب بعضهم إلي تأويلات تسبب الجفوة والتنافر لدي اليونانيين في مصر‏,‏ والأخطر منه ضد المصريين في اليونان‏...‏
كل هذا ربما لأن اسم خريستو لم ينل رضاء البعض في الوزارة برغم أنه اسم جميل ومبارك‏,‏ يكفي أنه اسم اليسوع عيسي ابن مريم‏:‏ كرايست‏...‏ كريستوس‏...‏ خريستو‏!‏
نشرت الأهرام والصحف القومية المصرية بعد هذا الحادث أن سبيروس فوغياس نائب وزير حماية المواطنين في اليونان قرر أن بلاده سوف تتبع‏,‏ وترحل آلاف المهاجرين غير الشرعيين إلي بلادهم الأصلية‏,‏ ولعل الرسالة تكون قد وصلت‏,‏ ولعل الوزيرة عائشة عبد الهادي تتوسط للحل قبل أن تضطر إلي السفر إلي أثينا قريبا‏!‏
ولعل الأخ الفاضل د‏.‏ المصيلحي يقف في صف أخيه خريستو‏,‏ ويعتبره بلديات شرقاوي يوناني‏,‏ ويستوعب هذا الموضوع البسيط قبل أن يكبر بدون داع وتنتهي نتيجته واحد صفر لمصلحة خريستو‏.‏
د‏.‏ محمد شرف
عضو مجلس إدارة جمعية الصداقة المصرية ـ اليونانية
‏*‏ تعليق من المحرر‏:‏
شكرا للدكتور محمد شرف علي رسالته التي تثير الدهشة والعجب من أفعال البيروقراطية المصرية التي يصعب في معظم الأحيان فهمها أو إدراك أسباب ترصدها للمواطن المصري المولد اليوناني الأصل خريستو تيودور برغم حقوقه الواضحة طبقا للدستور والقانون‏,‏ إلا أن يكون لدي د‏.‏ المصيلحي وزير التضامن الاجتماعي أسباب لا نعرفها‏,‏ وإن كنا نعرف أن خريستو ابن لجالية عريقة خالطت المصريين طويلا‏,‏ وانتشرت في كل مدينة وقرية مصرية في صعيد مصر ودلتاها‏,‏ تملك البقالة والبورصة ومحلج القطن ومنشار الخشب‏,‏ وتجد في مصر وطنا بديلا عن وطنها الأصلي الذي كانت ظروفه الاقتصادية آنذاك تدفع سكانه إلي الهجرة في الأغلب إلي مصر‏,‏ ولعلنا لانزال نذكر وقفة المرشدين اليونانيين إلي جوار عبد الناصر يوم تأميم القناة التي أفسدت مؤامرة شركة القناة في بدايتها‏,‏ ولا أظن أن المصريين أحبو شعبا مثلما أحبوا اليونانيين الذين عاشوا بينهم عقودا طويلة‏,‏ وخريستو تيودور في النهاية هو جزء من هذا التاريخ الجميل وينبغي أن يسترد كل حقوقه‏.‏


الاهرام الثلاثاء 26 من محرم 1431 هـ 12 يناير 2010 السنة 135 العدد 44962