مسئولية الحزب الجمهوري!
صفحة 1 من اصل 1
مسئولية الحزب الجمهوري!
إذا كان الحوار الدائر في نيويورك الآن حول مسجد مانهاتن بين أغلبية تري ضرورة نقل مشروع بناء المركز الثقافي الإسلامي والمسجد إلي مكان آخر بعيدا عن موقع برجي التجارة العالمية مراعاة لحساسيات أسر ضحايا أحداث سبتمبر عام2001, وأقلية تساند حق الجماعة الأمريكية المسلمة في أن تبني المركز والمسجد في المكان الذي اختارته احتراما للدستور والقانون,
يتسم بالتحضر والعقلانية لا يخالطه شيء من عنف القول والفعل, فإن الصورة ليست علي هذا النحو في عدد من الولايات الأمريكية, حيث تنتشر بسرعة البرق موجات الكراهية والتحريض ضد الجاليات المسلمة في عديد من المناطق, لأن بعضها يفكر في إنشاء مركز ثقافي ومسجد أكثر إتساعا.. وفي مدينة ناشفيل في ولاية تينسي علي مسافة مئات الأميال من نيويورك خرجت جموع أبناء المدينة في موجة احتجاج صاخب وصلت إلي حد التظاهر أمام مبني البلدية تدعو الجماعة المسلمة في المنطقة التي يتشكل معظمها من الأكراد والعراقيين إلي وقف مشروع بناء مركزها الثقافي الجديد, والرحيل عن الولاية بدعوي أنه سوف يكون وكرا لحركات الإرهاب التي تسعي إلي تغيير النظام القانوني في الولاية وفرض أحكام الشريعة الإسلامية علي الناس!
ومع الأسف, فإن ما حدث في ولاية تينسي يحدث في ولايات أخري عديدة بما يشير إلي تغيير حاد في المشاعر تجاه الجاليات المسلمة في الولايات المتحدة, وتشير احصائية نشرتها أخيرا مجلة تايم إلي أن43 في المائة من الأمريكيين لديهم صورة سلبية عن الجماعة المسلمة و25 في المائة منهم يعتقدون أن المسلمين الأمريكيين ليسوا مواطنين صالحين!, وهذا هو أخطر ما في القضية لأنه يشير إلي نوع من التعصب يصل إلي حد الكراهية العنصرية في مجتمع تتعدد اعراقه ويشكل الفصل بين الدين والدولة واحدا من أهم أسس بناء الدولة المدنية.
وربما يكون صحيحا أن جماعات المسلمين الأمريكيين تعاني بعض أوزار حوادث متفرقة أساءت إلي صورة الإسلام لكن الصحيح أيضا أن حملة الكراهية الراهنة تأتي مع قرب انتخابات التجديد النصفي للكونجرس ومع زيادة حملة الحزب الجمهوري علي الرئيس أوباما, وينهض بها مع الأسف كثير من أعضاء الحزب الجمهوري! وليس هناك من حل سوي أن يتمسك المسلمون الأمريكيون بالصمود والصبر, لا ينجرفون إلي عنف القول والفعل في عمل مضاد, يعيدون قراءة سيرة الزعيم الزنجي مالكون أكس ويتأسون مواقف الإمام فيصل عبدالرءوف إمام جامع الفرح في نيويورك.
الأهرام الأربعاء 25 اغسطس 2010 السنة 135 العدد 45187
يتسم بالتحضر والعقلانية لا يخالطه شيء من عنف القول والفعل, فإن الصورة ليست علي هذا النحو في عدد من الولايات الأمريكية, حيث تنتشر بسرعة البرق موجات الكراهية والتحريض ضد الجاليات المسلمة في عديد من المناطق, لأن بعضها يفكر في إنشاء مركز ثقافي ومسجد أكثر إتساعا.. وفي مدينة ناشفيل في ولاية تينسي علي مسافة مئات الأميال من نيويورك خرجت جموع أبناء المدينة في موجة احتجاج صاخب وصلت إلي حد التظاهر أمام مبني البلدية تدعو الجماعة المسلمة في المنطقة التي يتشكل معظمها من الأكراد والعراقيين إلي وقف مشروع بناء مركزها الثقافي الجديد, والرحيل عن الولاية بدعوي أنه سوف يكون وكرا لحركات الإرهاب التي تسعي إلي تغيير النظام القانوني في الولاية وفرض أحكام الشريعة الإسلامية علي الناس!
ومع الأسف, فإن ما حدث في ولاية تينسي يحدث في ولايات أخري عديدة بما يشير إلي تغيير حاد في المشاعر تجاه الجاليات المسلمة في الولايات المتحدة, وتشير احصائية نشرتها أخيرا مجلة تايم إلي أن43 في المائة من الأمريكيين لديهم صورة سلبية عن الجماعة المسلمة و25 في المائة منهم يعتقدون أن المسلمين الأمريكيين ليسوا مواطنين صالحين!, وهذا هو أخطر ما في القضية لأنه يشير إلي نوع من التعصب يصل إلي حد الكراهية العنصرية في مجتمع تتعدد اعراقه ويشكل الفصل بين الدين والدولة واحدا من أهم أسس بناء الدولة المدنية.
وربما يكون صحيحا أن جماعات المسلمين الأمريكيين تعاني بعض أوزار حوادث متفرقة أساءت إلي صورة الإسلام لكن الصحيح أيضا أن حملة الكراهية الراهنة تأتي مع قرب انتخابات التجديد النصفي للكونجرس ومع زيادة حملة الحزب الجمهوري علي الرئيس أوباما, وينهض بها مع الأسف كثير من أعضاء الحزب الجمهوري! وليس هناك من حل سوي أن يتمسك المسلمون الأمريكيون بالصمود والصبر, لا ينجرفون إلي عنف القول والفعل في عمل مضاد, يعيدون قراءة سيرة الزعيم الزنجي مالكون أكس ويتأسون مواقف الإمام فيصل عبدالرءوف إمام جامع الفرح في نيويورك.
الأهرام الأربعاء 25 اغسطس 2010 السنة 135 العدد 45187
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى