الجرس في رقبة البشير!
صفحة 1 من اصل 1
الجرس في رقبة البشير!
يعرف الرئيس البشير, يقينا, أن زيارته لمدينة جوبا عاصمة جنوب السودان التي بدأت أمس وقبل أربعة أيام من موعد الاستفتاء علي حق تقرير المصير للجنوب, سوف تكون زيارته الأخيرة للمدينة كرئيس لسودان موحد,
ولعل واحدا من أهداف زيارته تأكيد قبوله والتزامه بنتائج الاستفتاء, حيث تشير كل الدلائل إلي أن الجنوبيين سوف يصوتون بأغلبية تزيد علي09 في المائة لمصلحة قيام دولة مستقلة في الجنوب.
والواضح الآن, أن كلا من الشمال والجنوب قد توصل أخيرا إلي يقين بضرورة قبول الانفصال كأمر واقع, لأن تجدد الحرب الأهلية بين الجانبين لن يحفظ للسودان وحدته, علي العكس سوف تدمر الحرب السودان شمالا وجنوبا, وسوف تؤدي إلي مزيد من تفكك دولة الشمال التي تواجه تحديات صعبة في دارفور وكردفان والنوبة ومناطق الشرق, وربما يفقد الجانبان عائدات النفط التي تشكل النسبة الأكبر من موازنتي الشمال والجنوب, لأنه برغم أن الجنوب ينتج57 في المائة من حجم النفط, إلا أن تصدير النفط بأكمله يتم عبر الشمال من ميناء بورسودان, والأكثر من ذلك أن الغرب سوف يعلق مسئولية الحرب علي حكومة الخرطوم التي سوف تتعرض لضغوط دولية قاسية في الوقت الذي تعاني فيه من تفكك جبهتها الداخلية, ولهذه الأسباب يتوقع الجميع أن يمر يوم الاستفتاء في هدوء برغم أن الانفصال هو نتيجته المؤكدة!.
والواضح أيضا من مجمل تطورات الموقف في شمال السودان, أن غالبية القوي السياسية تريد أن تعلق الجرس في رقبة الرئيس البشير تحمله وحده مسئولية الانفصال برغم أن الجميع وافقوا علي حق تقرير المصير للجنوب, حيث ترفض معظم فصائل المعارضة المشاركة في حكومة موسعة يتم تشكيلها بعد الاستفتاء, مطالبة بتعديلات دستورية تعيد صياغة الوضع السياسي في الشمال علي أسس جديدة, لكن المدهش في هذه التطورات هو موقف حسن الترابي شريك الرئيس البشير السابق في الحكم, الذي إعتبر حرب الشمال علي الجنوب التي راح ضحيتها أكثر من مليوني سوداني ضربا من الجهاد الديني تفرضه الشريعة, لكنه يغسل يده اليوم من مسئولية الانفصال, مطالبا بعزل الرئيس البشير, الذي يواجه فترة عصيبة بسبب حالة الاستقطاب التي تسيطر علي الشمال سوف تزداد حدة بعد إعلان نتائج الاستفتاء.
الاهرام الأربعاء 5 يناير 2011 السنة 135 العدد 45320
ولعل واحدا من أهداف زيارته تأكيد قبوله والتزامه بنتائج الاستفتاء, حيث تشير كل الدلائل إلي أن الجنوبيين سوف يصوتون بأغلبية تزيد علي09 في المائة لمصلحة قيام دولة مستقلة في الجنوب.
والواضح الآن, أن كلا من الشمال والجنوب قد توصل أخيرا إلي يقين بضرورة قبول الانفصال كأمر واقع, لأن تجدد الحرب الأهلية بين الجانبين لن يحفظ للسودان وحدته, علي العكس سوف تدمر الحرب السودان شمالا وجنوبا, وسوف تؤدي إلي مزيد من تفكك دولة الشمال التي تواجه تحديات صعبة في دارفور وكردفان والنوبة ومناطق الشرق, وربما يفقد الجانبان عائدات النفط التي تشكل النسبة الأكبر من موازنتي الشمال والجنوب, لأنه برغم أن الجنوب ينتج57 في المائة من حجم النفط, إلا أن تصدير النفط بأكمله يتم عبر الشمال من ميناء بورسودان, والأكثر من ذلك أن الغرب سوف يعلق مسئولية الحرب علي حكومة الخرطوم التي سوف تتعرض لضغوط دولية قاسية في الوقت الذي تعاني فيه من تفكك جبهتها الداخلية, ولهذه الأسباب يتوقع الجميع أن يمر يوم الاستفتاء في هدوء برغم أن الانفصال هو نتيجته المؤكدة!.
والواضح أيضا من مجمل تطورات الموقف في شمال السودان, أن غالبية القوي السياسية تريد أن تعلق الجرس في رقبة الرئيس البشير تحمله وحده مسئولية الانفصال برغم أن الجميع وافقوا علي حق تقرير المصير للجنوب, حيث ترفض معظم فصائل المعارضة المشاركة في حكومة موسعة يتم تشكيلها بعد الاستفتاء, مطالبة بتعديلات دستورية تعيد صياغة الوضع السياسي في الشمال علي أسس جديدة, لكن المدهش في هذه التطورات هو موقف حسن الترابي شريك الرئيس البشير السابق في الحكم, الذي إعتبر حرب الشمال علي الجنوب التي راح ضحيتها أكثر من مليوني سوداني ضربا من الجهاد الديني تفرضه الشريعة, لكنه يغسل يده اليوم من مسئولية الانفصال, مطالبا بعزل الرئيس البشير, الذي يواجه فترة عصيبة بسبب حالة الاستقطاب التي تسيطر علي الشمال سوف تزداد حدة بعد إعلان نتائج الاستفتاء.
الاهرام الأربعاء 5 يناير 2011 السنة 135 العدد 45320
مكرم محمد احمد- عضو نشط
- عدد المساهمات : 169
تاريخ التسجيل : 10/10/2010
العمر : 89
المهنة : نقيب الصحفيين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى