الناتو واغتيال العقيد‏!‏

هل يمكن إبراء حلف الناتو من اتهام واضح ومباشر بمحاولة قتل العقيد القذافي وأسرته بعد القصف المباشر الذي تعرض له باب العزيزية للمرة الثانية خلال أسبوع‏,‏
وأسفر عن مقتل ابنه الأصغر سيف العرب29 عاما وثلاثة من أحفاده, لم تعلن طرابلس اسماءهم أو أسماء آبائهم.. لقد أعلن الناتو أنه استهدف مقر قيادة ومركزا للاتصالات العسكرية يوجد ضمن ثكنات العزيزية التي تضم مكاتب حكومية وأخري عسكرية, لكن تقارير الصحفيين الأجانب الذين زاروا موقع القصف, تؤكد أن المكان مجرد مبني سكني, وأن الأثاث وملابس النساء وأشياء منزلية عديدة, دفنت تحت ركام البيت الذي يخلو من أية إشارة تدل علي أنه يمكن ان يكون مركز قيادة أو اتصالات عسكرية والواضح ان الناتو كان يعرف أن القذافي موجود في المكان, لكن العقيد تمكن من النجاة والهرب هو وزوجته.
وربما يبرر البعض ما حدث لأسرة القذافي باعتباره الرد الموضوعي علي مايفعله مع شعبه خاصة في مدينة مصراتة التي لايزال يضربها بمئات الصواريخ علي مدار الساعة, ولكن ذلك لايسوغ لحلف الناتو أن يوجه أعماله إلي قتل الأشخاص, لأن قرار مجلس الأمن رقم1973 لايخول له هذا الحق, ولأن مثل هذه الجرائم تدخل ضمن أعمال الإرهاب, حتي إن يكن القذافي يستحق أبشع صور العقاب ردا علي جرائمه ضد شعبه! ومايعرفه الجميع, أن القذافي يتملكه إصرار قوي علي أن يبقي في ليبيا مهما تكن النتائج, وأنه لن يغادر حتي لو تمزقت ليبيا إربا, وأنه لايزال الزعيم المحبوب للغاية من شعبه الذي خرج ليدمر سفارات دول الناتو في طرابس ردا علي قصف الطائرات لباب العزيزية, لكن يبدو أن الناتو يراهن علي إمكانية أن يغير العقيد مواقفه إن أدرك أنه أصبح هدفا يمكن الوصول إليه, وذلك ماحدث بالفعل عام1986 عندما أمر الرئيس الأمريكي ريجان بقصف باب العزيزية ووصلت آثار القصف لغرفة نوم العقيد بعدها تغيرت مواقف العقيد من النقيض إلي النقيض ليصبح أكثر مرونة واعتدالا!
هل يمكن المراهنة علي مثل هذا الاحتمال؟!
ربما يصعب الإجابة علي هذا السؤال لكن الواضح أن الناتو في حيص بيص, يفتقد وضوح الرؤية بعد فشل القصف الجوي في حسم الأزمة الليبية.


الأهرام الثلاثاء 3 مايو 2011 السنة 135 العدد 45438