الانفصال ليس حلا
صفحة 1 من اصل 1
الانفصال ليس حلا
لم يكد القتال يتوقف في جبهة الحوثيين في شمال اليمن, ويبدأ الجانبان: الحكومة والحوثيون في تنفيذ اتفاق السلام ويعود أكثر من250 ألف يمني هجروا قراهم في منطقة صعدة إلي الفياضي والجبال فرارا من الحرب.
حتي اشتعل الصدام المسلح في جنوب اليمن, حيث يتنامي نفوذ حركة انفصالية تطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله وإنهاء الوحدة اليمنية, هذا الحلم الكبير الذي ظل أمل اليمنيين جميعا منذ احتلال البريطانيين لعدن قبل أكثر من125 عاما, يلهم الحركة الوطنية اليمنية في الشمال والجنوب إلي أن تحقق بعد رحيل القوات البريطانية من عدن عام1976, عندما فرض الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وحدة الجنوب والشمال بقوة السلاح.
ويتهم الجنوبيون حكومة صنعاء في الشمال بأنها أهدرت حقوق الجنوبيين, ومنعت مشاركتهم في حكم البلاد وتسببت في اندثار رخاء مدينة عدن اللتي كانت تذخر بالحركة والنشاط وفي ظل غضب متصاعد شمل الجنوب من مدينة عدن إلي مدينة المكللا عاصمة حضر موت, تنامت حركات الاحتجاج تطالب بالعدل والمساواة, لكن صنعاء أصمت آذانها عن الشكوي.
ومع الأسف وجد تنظيم القاعدة في بعض مناطق الجنوب ملاذا آمنا ومناخا ملائما كي يزيد النار اشتعالا, ويحول حركة الاحتجاج السلمي إلي صدام مسلح مع الشمال يهدد استقرار اليمن ويزيد من مصاعبه, ويعيق محاولات تخلصه من القبلية والفقر والجهل التي تشكل ثالوثا مخيفا يبقي علي تخلف اليمن.
ومنذ عام2007 يعيش جنوب اليمن حالة من الفوضي وغياب الاستقرار يشارك فيها الاسلاميون والانفصاليون وبقايا جماعة الاشتراكيين التي كانت تحكم اليمن الجنوبي قبل أن يسقطها الرئيس اليمني علي عبدالله صالح.. والحق أن انفصال الجنوب عن الشمال لايشكل حلا صحيحا لواقع اليمن الصعب لأن الانفصال يهدر إمكانات الجنوب والشمال, ويفتتح بابا لاستمرار الحرب الأهلية, ويعطي تنظيم القاعدة فرصة اللعب علي خلافات الجانبين, وإنما يكمن الحل الصحيح في مؤتمر وطني عام يجمع كل القوي اليمنية شمالا وجنوبا تحت مظلة الحفاظ علي دولة الوحدة يبحث المظالم التي يعاني منها الجنوبيون, ويعلي حقوق المواطنة الكاملة للجميع وينهي كل صور التمييز التي جعلت معظم الجنوبيين يكفرون بالوحدة.
الاهرام الخميس 18من ربيع أول 1431 هـ 4 مارس 2010 السنة 135 العدد 45013
حتي اشتعل الصدام المسلح في جنوب اليمن, حيث يتنامي نفوذ حركة انفصالية تطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله وإنهاء الوحدة اليمنية, هذا الحلم الكبير الذي ظل أمل اليمنيين جميعا منذ احتلال البريطانيين لعدن قبل أكثر من125 عاما, يلهم الحركة الوطنية اليمنية في الشمال والجنوب إلي أن تحقق بعد رحيل القوات البريطانية من عدن عام1976, عندما فرض الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وحدة الجنوب والشمال بقوة السلاح.
ويتهم الجنوبيون حكومة صنعاء في الشمال بأنها أهدرت حقوق الجنوبيين, ومنعت مشاركتهم في حكم البلاد وتسببت في اندثار رخاء مدينة عدن اللتي كانت تذخر بالحركة والنشاط وفي ظل غضب متصاعد شمل الجنوب من مدينة عدن إلي مدينة المكللا عاصمة حضر موت, تنامت حركات الاحتجاج تطالب بالعدل والمساواة, لكن صنعاء أصمت آذانها عن الشكوي.
ومع الأسف وجد تنظيم القاعدة في بعض مناطق الجنوب ملاذا آمنا ومناخا ملائما كي يزيد النار اشتعالا, ويحول حركة الاحتجاج السلمي إلي صدام مسلح مع الشمال يهدد استقرار اليمن ويزيد من مصاعبه, ويعيق محاولات تخلصه من القبلية والفقر والجهل التي تشكل ثالوثا مخيفا يبقي علي تخلف اليمن.
ومنذ عام2007 يعيش جنوب اليمن حالة من الفوضي وغياب الاستقرار يشارك فيها الاسلاميون والانفصاليون وبقايا جماعة الاشتراكيين التي كانت تحكم اليمن الجنوبي قبل أن يسقطها الرئيس اليمني علي عبدالله صالح.. والحق أن انفصال الجنوب عن الشمال لايشكل حلا صحيحا لواقع اليمن الصعب لأن الانفصال يهدر إمكانات الجنوب والشمال, ويفتتح بابا لاستمرار الحرب الأهلية, ويعطي تنظيم القاعدة فرصة اللعب علي خلافات الجانبين, وإنما يكمن الحل الصحيح في مؤتمر وطني عام يجمع كل القوي اليمنية شمالا وجنوبا تحت مظلة الحفاظ علي دولة الوحدة يبحث المظالم التي يعاني منها الجنوبيون, ويعلي حقوق المواطنة الكاملة للجميع وينهي كل صور التمييز التي جعلت معظم الجنوبيين يكفرون بالوحدة.
الاهرام الخميس 18من ربيع أول 1431 هـ 4 مارس 2010 السنة 135 العدد 45013
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى