الخاسر إسرائيل‏!‏

برغم بشاعة حادث القرصنة الاسرائيلية علي قافلة سفن الحرية‏,‏ الذي راح ضحيته تسعة قتلي معظمهم من الاتراك بالإضافة الي‏50‏ جريحا‏,‏ ووقع في المياه الدولية علي مسافة‏70‏ ميلا من الساحل‏,
‏ جاء قرار مجلس الامن اضعف كثيرا من ان يشكل رادعا يمنع اسرائيل من تكرار عدوانها او يحد من نزعتها الاجرامية التي تزداد غلوا بسبب احساسها بانها فوق العقاب وفوق القانون الدولي وفوق المجتمع الدولي‏,‏ لا يقدر احد علي أن يمس لها طرفا لانها مشمولة بحصانة امريكية فريدة‏,‏ تجاوزت اهدافها حماية امن اسرائيل الي حماية احتلالها العنصري الكريه للارض العربية وعدوانها القبيح المستمر علي الشعب الفلسطيني‏,‏ وجرائمها المتكررة التي تهدر احكام الشرعية والقانون الدولي‏.‏
ويزيد من خلل القرار ان يعهد مجلس الامن الي اسرائيل ذاتها ان تنجز تحقيقا شفافا نزيها عاجلا في جريمة العدوان علي قافلة الاغاثة تحت ذريعة ادعائها الكاذب ان القافلة كانت تضم عناصر ارهابية لها علاقة بالقاعدة‏,‏ وان النشطاء السياسيين الذين كانوا علي ظهر السفن هم الذين بادروا بالعدوان علي القوات الاسرائيلية وهي تهبط من طائرات الهليكوبتر فوق سطح احدي سفن القافلة ويتسلقون جوانبها من زوارقهم الحربية السريعة التي تحاصر قافلة الاغاثة‏.‏
ومع ذلك‏,‏ تلقي الإسرائيليون عقابا دوليا قاسيا من خارج مجلس الامن‏,‏ فقد فتح المصريون معابر رفح علي مدي الساعة ليصبح حصار اسرائيل لقطاع غزة خارج اي اطار شرعي وتتزايد مطالب المجتمع الدولي بضرورة رفعه علي وجه السرعة‏,‏ وازدادت عزلة اسرائيل في المجتمع الدولي الي حد انها تكاد تجد نفسها معزولة تماما تعاني اهتزاز مساندة الامريكيين لعدد متزايد من مواقفها‏,‏ فضلا عن خسارتها الفادحة لصداقة استراتيجية مع تركيا كانت تفتح لها منافذ علي واحدة من اهم الدول الاسلامية وتساعدها في كثير من مجالات التدريب والتنسيق العسكري‏,‏ ويزيد علي ذلك نفور المجتمع الدولي وتبرمه وغضبه من وضع اسرائيل المتفرد الذي يجعلها فوق العقاب وفوق القانون وفوق ارادة الامم المتحدة‏.

الأهرام الخميس 20 من جمادى الاخرة 1431 هـ 3 يونيو 2010 السنة 134 العدد 45104