نيتانياهو وليبرمان‏!‏

لا ينبغي ان يقع العرب في شرك هذا الخداع الكاذب الذي يروج له بعض أصدقاء بنيامين نيتانياهو داخل الإدارة الأمريكية‏,‏ يحاولون التمييز زورا بين سياسات رئيس الوزراء الذي يريد اتفاق سلام مع الفلسطينيين يتم في غضون عام‏.
ويعترف لأول مرة بالرئيس الفلسطيني محمود عباس شريكا في عملية السلام‏,‏ ولا يمانع في أن يتحدث في بعض المناسبات عن الضفة بديلا عن اسمها اليهودي يهودا وسامرا‏!‏ وبين سياسات وزير خارجيته أفيدور ليبرمان الذي يعتقد ان السلام مع الفلسطينيين وهم كبير لن يتحقق خلال العقود القادمة‏,‏ وان الابقاء علي القدس الشرقية وأجزاء من الضفة في حوزة اسرائيل أهم كثيرا من العلاقات مع الأوروبيين‏,‏ وأن التهديد بعزلة اسرائيل الدولية لا ينبغي ان يكون مبررا للتنازل عن قضايا استراتيجية تهم أمن ووجود اسرائيل‏!‏
وإذا صح أن بنيامين نيتانياهو يستبعد بالفعل ليبرمان من أي تفاوض يجري مع الأمريكيين أو العرب والفلسطينيين حول قضايا الشرق الأوسط‏,‏ مفضلا ان يقوم هو بهذا الدور‏,‏ أو يعهد به الي ايهود باراك رئيس حزب العمل ووزير الدفاع‏,‏ فلأنه يعرف أن ليبرمان يفضل أن يكون واضحا ومباشرا بدلا من أن يكون كاذبا ومخادعا‏,‏ لكن ليبرمان هو في النهاية جزء من لعبة نيتانياهو‏.‏
وخلال هذا الأسبوع وبخ الوزير ليبرمان وزيري خارجية فرنسا واسبانيا في حفل عشاء اقامه تكريما لهما‏,‏ عندما طلب منهما الانصراف الي حل مشاكل أوروبا المتزايدة بدلا من ظهورهما المسرحي في منطقة الشرق الأوسط بين الحين والاخر الذي لايفيد شيئا‏.‏
ورغم الادعاءات الكثيرة بأن ليبرمان يخطط لكي يتقلد زعامة اليمين الاسرائيلي بدلا من نيتانياهو فواقع الحال يقول إن الاثنين شركاء في لعبة واحدة بأكثر من أن يكونا قطبين متعارضين‏,‏ وأظن ان ذلك ظهر واضحا هذا الاسبوع في سلسلة مشروعات القوانين التي يناقشها مجلس الوزراء الاسرائيلي‏,‏ ابتداء من مشروع قسم الولاء للدولة اليهودية الي مشروع إجراء استفتاء عام للشعب الاسرائيلي قبل التخلي عن أي جزء من أراضي القدس الشرقية والجولان‏,‏ الي مشروع قانون فرض العقوبات علي كل من يتخلف عن اداء يمين الولاء للدولة اليهودية وتجريم الاحتفال بيوم الأرض ويوم النكبة‏.‏
وجميعها مشروعات قوانين خرجت من أدراج ليبرمان وكانت جزءا من برنامجه‏,‏ تحمس لها بنيامين نيتانياهو ليس إرضاء لليمين المتطرف كي يوافق علي تجميد الاستيطان كما يقول أنصار نيتانياهو‏,‏ ولكن لزرع المزيد من العقبات أمام مشروع التسوية وجعل قيام الدولة الفلسطينية هدفا مستحيلا‏!‏

الاهرام الثلاثاء 19 اكتوبر 2010 السنة 135 العدد 45242