إزعاج حكومة نيتانياهو‏!!‏

يكذب الأمريكيون علي أنفسهم وعلي العرب‏,‏ وهم يبررون اعتراضهم علي ذهاب الفلسطينيين والعرب إلي مجلس الأمن لاستصدار قرار يعترف بالدولة الفلسطينية في إطار حدود‏76,‏
لأنه عمل أحادي الجانب لا مبرر له‏,‏ يقطع الطريق علي جهودهم لإنجاز التسوية الشاملة التي لاتزال قابلة للنجاح‏!‏ في الوقت الذي لاتوجد فيه أمارة واحدة تؤكد أن الجهد الأمريكي يمكن أن ينجح في ظل تخاذل إدارة أوباما عن مواجهة صلف حكومة بنيامين نيتانياهو‏..‏ ومايزيد من غرابة الموقف الأمريكي عزوفه عن أن يقدم رؤيته الخاصة لأبعاد التسوية ومرجعياتها كي يعرف الجميع أن هناك ضوءا في نهاية نفق التفاوض وليس مجرد وهم وسراب‏!‏
ومع ذلك ينبغي ألا يشكل الموقف الأمريكي عامل إحباط يمنع العرب والفلسطينيين من إعلان رفضهم التعامل مع حكومة نيتانياهو مادامت مستمرة علي موقفها الراهن‏,‏ أو يقعد الفلسطينيين عن مقاومة هذه الحكومة والتوقف عن التنسيق الأمني معها‏,‏ وإزعاجها بعمليات مقاومة مشتركة مدروسة‏,‏ تدفع الشعب الإسرائيلي إلي إعادة النظر في جدوي استمرارها‏,‏ وإذا كان الإسرائيليون يمارسون ضغوطا مستمرة علي الإدارة الأمريكية تلزمها بربط خطواتها بالموقف الإسرائيلي علي نحو كامل‏,‏ يصبح من واجب العرب أن يمارسوا أيضا كل الضغوط الممكنة علي الإدارة الأمريكية علي أمل أن يتوازن دورها وتنهض من تخاذلها وتعرف أن استمرار حكومة نيتانياهو لن يمكنها من تحقيق أي نجاح وسوف يهدم صورتها ومصداقيتها في العالم أجمع‏.‏
وأظن أن العرب بثرواتهم البترولية وفوائض أموالهم وعلاقاتهم الكثيفة مع الأمريكيين لا يعدمون وسائل عديدة لممارسة بعض الضغوط علي الموقف الأمريكي‏,‏ الذي يصر ـ رغم ضعفه ـ علي أن يظل علي احتكاره لعملية السلام‏,‏ لا يفسح دورا للرباعية الدولية أو مجلس الأمن أو الأمم المتحدة‏!.‏
وأظن أيضا أن من واجب مصر والأردن اللتين ترتبطان بعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل العمل علي زيادة إزعاج حكومة بنيامين نيتانياهو من خلال اساليب عديدة تشمل خفض التمثيل الدبلوماسي وتجميد حجم التعامل التجاري‏,‏ وملاحقة الموقف الاسرائيلي في كل المحافل والمؤتمرات والتجمعات الدولية‏.‏
ويخطئ من يتصور أن هناك بديلا آخر عن إزعاج حكومة نيتانياهو بكل الوسائل الممكنة إلي أن ترحل‏,‏ لأن حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل لن تتوقف عن إحراج الموقف العربي‏,‏ وسوف تمضي قدما في تهويد القدس الشرقية وزرع الضفة بالمزيد من المستوطنين لإظهار ضعف الإرادة العربية وعجزها‏.‏

الأهرام الأربعاء 22 ديسمبر 2010 السنة 135 العدد 45306