قمة كاشفة في العراق‏!‏

لعل زيارة أمين عام الجامعة العربية عمرو موسي الأخيرة للعراق تكون قد حسمت قضية عقد القمة العربية المقبلة‏,‏ المقرر عقدها في مارس المقبل في بغداد‏,‏ بما يضمن حضورا قويا للرؤساء والملوك العرب‏.
تقل فيه نسبة الغياب ويرتفع مستوي التمثيل إلي الحد الذي يجعل مجرد عقد القمة حدثا مهما في حد ذاته‏,‏ يؤكد تضامن العرب مع مطلب العراقيين بضرورةالحفاظ علي استقرار العراق‏,‏ ويلزم حكومة الوحدة الوطنية برئاسة المالكي إكمال شوط المصالحة الوطنية إلي نهايته خاصة ان العراق أكد بوضوح انه لن يرأس قمة لاتعقد في بغداد‏.‏
وإذا كان العراقيون قد تمكنوا بعد ثمانية أشهر من مصاعب جمة من تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كل القوي السياسية في العراق يصبح من واجب العرب دعم هذه الحكومة ومساندتها كي تتمكن من طرد فلول تنظيم القاعدة الذي يحاول تثبيت وجوده في العراق‏,‏ خاصة أنه ما من دولة عربية واحدة يمكن أن تضمن الحفاظ علي أمنها الوطني إذا ظلت القاعدة تجد ملاذا آمنا في العراق واليمن والصومال‏,‏ وقد يكون أول واجبات قمة بغداد توثيق موقف عربي سياسي وأخلاقي وعملي واحد يتعهد فيه الجميع باجتثاث دابر الإرهاب من العالم العربي ليس فقط من خلال تنسيق الجهود الأمنية‏,‏ ولكن أيضا من خلال الالتزام بحكم رشيد وتضامن عربي حقيقي يضع التنمية والعدالة الاجتماعية ورعاية المحرومين ضمن أول أهدافه وبرامجه‏.‏
وأظن أيضا أن عقد القمة العربية في بغداد بعد حوادث العنف التي استهدفت المسيحيين في العراق والأقباط في مصر تملي علي القمة أن توجه خطابا إلي كل المؤمنين أصحاب الرسالات السماوية الأشقاء والأخوة داخل أوطان عربية عديدة يلتزم فيه الجميع بحقوق المواطنة دون أي من صور التمييز بمايقطع الطريق علي تدخلات أجنبية يمكن ان تزيد القضية تعقيدا وقد يكون من محاسن الصدف ان يقرر اتحاد الصحفيين العرب قبل شهر عقد مؤتمره المقبل في بغداد تضامنا مع أكثر من‏300‏ صحفي عراقي سقطوا شهداء منذ الغزو الأمريكي للعراق تأكيدا لهوية العراق العربية‏.‏

الأهرام الأحد 16 يناير 2011 السنة 135 العدد 45331