الفاشية تجتاح إسرائيل‏!‏

الفاشية تجتاح إسرائيل‏!‏
ماينبغي أن يعرفه العرب والفلسطينيون أخيرا‏,‏ أنه ما لم يتم إزعاج حكومة بنيامين نيتانياهو بكل الوسائل بهدف اسقاطها‏,‏
فإن الأوضاع سوف تمضي من سييء إلي أسوأ‏,‏ لنجد أنفسنا وجها لوجه أمام كارثة مخيفة تنذر بفوضي المنطقة وخرابها‏,‏ لأن سيطرة اليمين المتطرف علي حكومة إسرائيل ونجاحه في إقناع جموع الإسرائيليين بضرورة قهر الفلسطينيين إلي النهاية‏,‏ والاستيلاء علي المزيد من أرض الضفة‏,‏ وتهويد القدس الشرقية وابتلاعها‏,‏ بدعوي أن العرب يمرون بمرحلة ضعف تاريخية ينبغي استثمارها أوجد نوعا من الفاشية الجديدة‏,‏ استشري خطرها داخل المجتمع الإسرائيلي إلي حد أن‏45‏ في المائة من الاسرائيليين أكدوا في استطلاع أخير للرأي العام رغبتهم في ترحيل عرب إسرائيل خارج البلاد بأية وسائل حرصا علي يهودية دولة إسرائيل‏,‏ كما أن نسبة أكبر من الإسرائيليين تنتصر لأفكار عنصرية جديدة تجتاح المجتمع الإسرائيلي‏,‏ تدعو إلي إلزام عرب إسرائيل أداء يمين الولاء للدولة اليهودية‏,‏ والالتزام بتحية العلم الإسرائيلي صباحا في المدارس‏,‏ وإلا سقط حقهم في أن يكونوا من سكان إسرائيل‏!‏ والأخطر من ذلك شيوع الميل داخل المجتمع الإسرائيلي إلي اعتبار كل من ينتقد أيا من تصرفات حكومة إسرائيل خائنا ليهوديته‏,‏ ومطاردته من قبل عصابات فاشية يمكن أن تضربه حتي الموت واعتبار كل من يعترض علي جرائم المستوطنين ضد السكان العرب أعداء لإسرائيل يريدون تدمير مستقبلها‏!‏ ومع شيوع هذا الفكر الفاشي الجديد وزيادة حجم النزاعات العنصرية التي تسيطر علي عقول نسبة كبيرة من أجيال إسرائيل الجديدة‏,‏ فإنه لاشيء يحول دون أن يقع المحظور‏,‏ ويتعرض عرب إسرائيل لعملية تهجير قسري جماعي تخرجهم من دورهم وأرضهم إلي المجهول‏.‏ ومايزيد من احتمالات وقوع هذه الكارثة أن اليمين الإسرائيلي يدرك تماما خطورة القنبلة الديموجرافية التي سوف ترفع أعداد الفلسطينيين إلي حدود ثمانية ملايين في غضون السنوات العشر المقبلة بما يفوق عدد سكان إسرائيل‏,‏ ومع ذلك يصر علي زرع الضفة بالمستوطنات وإفشال مشروع الدولة الفلسطينية‏,‏ الأمر الذي يعني ببساطة أنهم يجهزون أنفسهم لحل فاشي يستهدف إقصاء عرب إسرائيل خارج أراضيهم بالقوة ولهذا السبب وحده ينبغي اعتبار إسقاط حكومة نيتانياهو هدفا مشروعا يعمل الجميع علي إنجازه لصالح سلام الشرق الأوسط واستقراره‏.‏

الأهرام الخميس 23 ديسمبر 2010 السنة 135 العدد 45307