لماذا الإصرار علي طرة؟‏!‏

لا أعرف ما الذي تستفيده مصر علي وجه التحديد من أن يقضي الرئيس السابق عقوبة الحبس أو السجن في مستشفي سجن طرة تنفيذا لقرار النائب العام‏,‏
بدلا من مستشفي حسن التجهيز, يتبع القوات المسلحة يقع علي أطراف القاهرة, ويتوافر فيه كل المقومات والشروط التي تلبي احتياطيات الأمن, كما يتوافر فيه كل الامكانات التي تضمن الحفاظ علي صحة الرئيس السابق, الذي يعاني من تذبذب في ضربات القلب ورجفة في الأذنين, تفرض وجود رعاية مكثفة لمواجهة أي طارئ من هذا النوع؟!.
أعرف أن القانون يلزم النائب العام ضرورة إخضاع جميع المتهمين والمحكوم عليهم لمعايير واحدة, وأن ذلك ضمن الشروط الأساسية لتحقيق العدالة, لكن ماذا يكون الموقف إن كان سجن مستشفي طرة لا يتوافر فيه أبسط المقومات التي تضمن الحفاظ علي صحة الرئيس السابق, في الوقت الذي تتوافر في مستشفي القوات المسلحة جميع الضمانات التي تجعله مكانا ملائما لتنفيذ عقوبة الحبس أو السجن.. وإذا كان الهدف من عقوبة الحبس هو تقييد حرية المتهم أو المحكوم عليه والإبقاء عليه في معزل عن المجتمع, فما هو الفارق الجوهري بين أن يكون المتهم حبيسا في غرفة في مستشفي طرة, أو في مستشفي آخر تتوافر فيه ضمانات الأمن والسلامة معا.
وما من شك أن السلطة التقديرية التي يمنحها المشرع للنائب العام تستطيع أن تستوعب هذه الضرورات التي تبرر نقل محبس الرئيس الي مستشفي القوات المسلحة بدلا من سجن طرة لأسباب طبية وإنسانية عديدة, تتعلق بالمرض والسن, فضلا عن اعتبار آخر يستمد أهميته من أن الرئيس السابق حكم مصر لأكثر من03 عاما, وأيا كانت سوءات حكمه خلال السنوات العشر الأخيرة, فما من شك أننا نستطيع أن نرصد له بعض الايجابيات المهمة التي تبرر ترحيله الي مستشفي القوات المسلحة بدلا من طرة, مع الأخذ في الاعتبار أننا لا نتحدث عن المحاكمة التي لا يختلف أحد علي ضرورتها كي لا تتكرر أخطاء فترة سابقة.
ولست أشك في الأثر الإيجابي الواسع لمثل هذا القرار خاصة بالنسبة لثورة52 يناير لبواعثه الانسانية اتساقا مع ثورة سلمية بيضاء, حافظت علي نصاعة صفحتها, ولم تتورط في أعمال عنف دامية كما حدث في اليمن وليبيا, التي يكمن واحد من أسباب انقسامهما الأهلي في خوف الرئيسين الليبي واليمني من أن يلحق بهما المصير نفسه الذي لحق بالرئيس السابق.


الأهرام الأحد 1 مايو 2011 السنة 135 العدد 45436