لماذا تقلق إسرائيل؟!
صفحة 1 من اصل 1
لماذا تقلق إسرائيل؟!
أكثر ما يقلق إسرائيل من التطورات الجارية في مصر الآن ليس ان تستولي بعض جماعات الإسلام السياسي علي الحكم في مصر عبر صناديق الانتخابات,
وتأتي حكومة اسلامية محافظة تلغي معاهدة السلام المصرية ـ الإسرائيلية, وتضرب عرض الحائط بخيار السلام الذي اعتبرته مصر لحقبتين من حكم السادات ومبارك خيارا استراتيجيا, في ضوء التزام المجتمع الدولي بتسوية شاملة للصراع العربي الإسرائيلي تضمن إنسحاب اسرائيل من الأرض العربية وقيام الدولة الفلسطينية, لان اسرائيل تعرف جيدا, خاصة بعد ثورة52 يناير, أن جماعات الإسلام السياسي يمكن ان تكون في افضل الاحوال فصيلا سياسيا مشروعا إذا صفت بحق الي جوار الدولة المدنية, لكنها لايمكن ان تكون بديلا عن هذه القوي الجديدة الليبرالية الشابة التي ظهرت علي سطح الحياة السياسية وتفوقها قدرة وعددا وتنظيما والمنفتحة علي العالم, ترفض كل صور التمييز الديني, وترهن تقدم مصر بتقدم المعرفة والعلم والتزام حقوق الإنسان, واجتثاث الفساد وتقريب الفوارق بين الطبقات.
وأظن أن إسرائيل تعرف من تجربتها الطويلة مع حماس التي لم تعد تطرح في برنامجها السياسي هدفا أبعد من إقامة الدولة الفلسطينية علي أرض الضفة والقطاع قبول حماس المتزايد لفكرة التعايش والتهدئة مع إسرائيل لتعميق سلطتها علي القطاع.
ولست أعتقد اننا نستطيع ان نضع خارج هذا السياق إقرار السيد عصام العريان أحد قادة جماعة الإخوان الاخير, بأن معاهدة السلام المصرية ـ الإسرائيلية, تضمن حقن الدماء وتكفل قيام الدولة الفلسطينية وتسعي الي سلام شامل وعادل, بهدف طمأنة الغرب علي ان الجماعة يمكن ان تطور فكرها لقبول تعايش آمن مع إسرائيل في ظل سلام شامل يعالج جوهر الصراع المتمثل في القضية الفلسطينية.
ولكن أكثر ما يقلق إسرائيل من التطورات التي تجري في مصر ليس احتمالات التوجه نحو حكم إسلامي علي نمط إيران تتيح لإسرائيل فرصة تجييش مشاعر العداء الغربي لمصر وإنما أن تصبح الديمقراطية خيار مصر الاستراتيجي في ضوء مفاهيم ثورة جديدة تصر علي بناء مصر العصرية, دولة مؤسسات مدنية تعني بالعلم وبالمستقبل وتحترم حقوق الإنسان, لان هذا الخيار يبني مصر القوية القادرة علي استعادة مكانتها ودورها, ويسحب من اسرائيل ميزتها وادعاءها الأساسي بأنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط.
الأهرام الخميس 17 فبراير 2011 السنة 135 العدد 45363
وتأتي حكومة اسلامية محافظة تلغي معاهدة السلام المصرية ـ الإسرائيلية, وتضرب عرض الحائط بخيار السلام الذي اعتبرته مصر لحقبتين من حكم السادات ومبارك خيارا استراتيجيا, في ضوء التزام المجتمع الدولي بتسوية شاملة للصراع العربي الإسرائيلي تضمن إنسحاب اسرائيل من الأرض العربية وقيام الدولة الفلسطينية, لان اسرائيل تعرف جيدا, خاصة بعد ثورة52 يناير, أن جماعات الإسلام السياسي يمكن ان تكون في افضل الاحوال فصيلا سياسيا مشروعا إذا صفت بحق الي جوار الدولة المدنية, لكنها لايمكن ان تكون بديلا عن هذه القوي الجديدة الليبرالية الشابة التي ظهرت علي سطح الحياة السياسية وتفوقها قدرة وعددا وتنظيما والمنفتحة علي العالم, ترفض كل صور التمييز الديني, وترهن تقدم مصر بتقدم المعرفة والعلم والتزام حقوق الإنسان, واجتثاث الفساد وتقريب الفوارق بين الطبقات.
وأظن أن إسرائيل تعرف من تجربتها الطويلة مع حماس التي لم تعد تطرح في برنامجها السياسي هدفا أبعد من إقامة الدولة الفلسطينية علي أرض الضفة والقطاع قبول حماس المتزايد لفكرة التعايش والتهدئة مع إسرائيل لتعميق سلطتها علي القطاع.
ولست أعتقد اننا نستطيع ان نضع خارج هذا السياق إقرار السيد عصام العريان أحد قادة جماعة الإخوان الاخير, بأن معاهدة السلام المصرية ـ الإسرائيلية, تضمن حقن الدماء وتكفل قيام الدولة الفلسطينية وتسعي الي سلام شامل وعادل, بهدف طمأنة الغرب علي ان الجماعة يمكن ان تطور فكرها لقبول تعايش آمن مع إسرائيل في ظل سلام شامل يعالج جوهر الصراع المتمثل في القضية الفلسطينية.
ولكن أكثر ما يقلق إسرائيل من التطورات التي تجري في مصر ليس احتمالات التوجه نحو حكم إسلامي علي نمط إيران تتيح لإسرائيل فرصة تجييش مشاعر العداء الغربي لمصر وإنما أن تصبح الديمقراطية خيار مصر الاستراتيجي في ضوء مفاهيم ثورة جديدة تصر علي بناء مصر العصرية, دولة مؤسسات مدنية تعني بالعلم وبالمستقبل وتحترم حقوق الإنسان, لان هذا الخيار يبني مصر القوية القادرة علي استعادة مكانتها ودورها, ويسحب من اسرائيل ميزتها وادعاءها الأساسي بأنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط.
الأهرام الخميس 17 فبراير 2011 السنة 135 العدد 45363
مكرم محمد احمد- عضو نشط
- عدد المساهمات : 169
تاريخ التسجيل : 10/10/2010
العمر : 89
المهنة : نقيب الصحفيين
مواضيع مماثلة
» من يعاقب إسرائيل!
» الخاسر إسرائيل!
» لماذا غاب نيتانياهو؟!
» لماذا الإصرار علي طرة؟!
» لماذا المالكي؟!
» الخاسر إسرائيل!
» لماذا غاب نيتانياهو؟!
» لماذا الإصرار علي طرة؟!
» لماذا المالكي؟!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى